يموت الحب كما يموت الورد
هل هكذا تموت الأحاسيس الجميلة كما يموت الورد ؟
يموت الورد مقطوعاً من شجرته ، وكذلك يموت الحب بعد أن يقرر صاحبه اقتطاعه من أحشاء القلب.
ويموت كذلك الورد مدعوساً تحت الأقدام ، كما تموت الأحاسيس الجميلة عندما يدوس عليها صاحبها ليقتلها.
ويموت الورد إذا لم يسقيه صاحبه الماء الذي يحييه ، وكذلك يموت القلب إذا لم يسقيه صاحبه الحنان والعاطفة الجميلة والحب.
لماذا يتعامل الناس مع الحب كما يتعاملون مع الوردة ؟ ينظرون إليها ويتمتعون بجمالها ، يشتمون رائحتها العطرة ، ويجعلونها عنواناً للفرح والسعادة ، يسقونها ويعتنون بها ، ويجعلونها سيدة كل الورود وملكة كل الأزهار ، كذلك يفعلون مع الحب عندما يحترمونه ويقدسونه ، ويجعلون من يحبون معجزة جديدة ، فيبادلونه المشاعر الجميلة ، ويرسمون له الطريق نحو الجنة ، ويُدخلون على حياته الفرحة والبهجة ، ويعطونه الوعود ويرسمون له الأحلام ، ويدخلونه إلى تلك الدنيا الوردية الجميلة ، بعدها يجدون غيره ، فيرحلون ويقتلونه قبل الرحيل كما يلقون بالوردة على قارعة الطريق بعد الاستمتاع بها !!
قالت الوردة : ما ذنبي أنني أحببت ؟ وما ذنبي أنني ألقيت بجسدي بين أيدي هؤلاء الذين لا يتألمون ؟!؟
وقال المحب : ما ذنبي أنني أحببت ؟ ووضعت قلبي بين يدي هؤلاء الذين لا يحترمون الوعد ولا يصدقون ؟!
الوردة والحب شيئان مختلفان ، لكن حياتهما واحدة ، ولذتهما واحدة ، وكذلك أقول بأن موتهما واحد ، وما أتعسه من حب يموته الاثنان !!
كلمة أخيرة : تموت الوردة على قارعة الطريق باكية حزينة ، ويموت الحب عندما يقرر العشاق والمحبون إغراق السفينة.