[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرفيق الشهيد: منصور ثابت
تاريخ الاستشهاد: 05/07/2007
· " أبو غسان " منصور محمد ثابت الاسم الذي لا يغيب أبداً عن بال رفاقه ومحبيه وحتى خصومه ، إنه الرجل الذي أعطى بلا حدود لقضيته ووطنه وشعبه ، لم تكن التسعة عشر عاماً تلك التي قضاها من عمره في سجون الاحتلال كافية للتقاعد عن العمل الثوري والإنساني من أجل قضية آمن بها فقد ظل هاجسها ينبض في شرايينه حتى آخر لحظة في حياته .
اتجهت خطواته نحو الإعداد والبناء منذ اللحظة الأولى التي استنشق فيها هواء المخيم بعد خروجه من المعتقل ، أجيال وأجيال تتلمذت على نهجه وفكره ، آمن بما ردده الحكيم " اقتصدوا في كل شيء إلا الثقافة " ، فبادر بافتتاح مكتبة في بيته قبيل اندلاع انتفاضة 1987م ، والتي سرعان ما تحولت إلى حالة ثقافية ونقطة تجمع للفتيان والشباب والمثقفين الذين كانوا يلتفوا حوله لينهلوا منه زارعاً فيهم فكر المقاومة والثورة .
كان " أبو غسان " يحلم دائماً بمأسسة العمل الجماهيري ، فشارك في بناء التجمع الوطني الديمقراطي في المخيم ، كما شارك في تأسيس جمعية الكرمل الثقافية عام 1993م ، والتي مثلت في حينه نهضة حقيقية في مجال الثقافة والعمل الجماهيري والخدماتي ورافداً هاماً من روافد الحزب ، وفي عام 2000م خصص جزءاً كبيراً من بيته لإنشاء جمعية آفاق جديدة مع رفاقه بالمخيم ، والتي ظل رئيساً لها حتى استشهاده .
كان " أبو غسان " يحمل فكراً وحدوياً ، يؤمن بأن وحدتنا الوطنية يجب أن تمارس على الأرض ، وكان يزرع في رفاقه نهج التكامل على أرضية الهدف الواحد ، ففي الوقت الذي انشغل فيه البعض في تسخير جل طاقاته من أجل تفشي ثقافة الإقصاء والتخوين والتكفير ، كان أبو غسان نموذجاً حياً للمناضل الذي ينتمي إلى فلسطين ، كان دائماً يغلًب المصلحة الوطنية على المصلحة الفصائلية والشخصية والعشائرية ، حتى أنه على الصعيد الجبهوي كان خلف كل جهد يرمي لإنهاء مشكلة كانت تبرز هنا أو هناك .
رحل أبو غسان ، أخذه منا مرض العضال اللعين ، هذا المرض السرطاني القاتل الذي أبعده عنا ونحن في أحوج ما نكون إليه ، كان يعرف بأن الموت يدنو منه بسرعة لكنه ظل صلباً ومتماسكاً ، واجه المرض والموت كما واجه الحياة ، كان يتسلح بإيمانه بعدالة قضيته وضرورة التضحية من أجلها مهما بلغ حجم الصعاب .
رحل أبو غسان في ظروف هي الأكثر خطورة على شعبنا وعلى قضيتنا العادلة ، كأن رحيله كان رفضاً لكل ما كان وما زال يجري من انقسام سياسي حاد واقتتال على السلطة وفوضى عارمة وتبدّل في الشعارات والمفاهيم .
ظل أبو غسان متشبّثاً بالمثل والمبادئ كزيتونة امتدت جذورها في أعماق الأرض ، وأخذت تضيء بزيتها قناديل الثوار لتبدّد عتمة الطريق ، ظل أبو غسان يبشر بالحرية وبحتمية زوال هذا الكيان الغاصب إلى أن توقف قلبه عن النضال .
ولد شهيدنا البطل الرفيق القائد منصور محمد محمد ثابت في مخيم النصيرات في 24 مايو 1950م ، نزحت أسرته من مدينة بئر السبع إلى قطاع غزة بعد أن ذاقت ويلات التشرد واللجوء بسبب نكبة 1948م .
تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس وكالة غوث اللاجئين بالمخيم ، وفي عام 1968م أنهى دراسته الثانوية في مدرسة خالد بن الوليد بمخيم النصيرات .
التحق بصفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مع بداية عام 1969م ، شارك رفيقنا منصور مع رفاقه ضيف الله أبو عطيوي وعنتر وشيبوب وأحمد عمران وسليمان العر وأبو النصر وآخرين كثر في صناعة مرحلة عُمّدت بدماء الشهداء ، ولا زال المخيم يختزن تلك البطولات في ذاكرته الحية التي حتماً سيورّثها أبناؤه من جيل إلى جيل .
في 27 يناير 1970م وفي خضم تلك المعارك الشرسة التي كان يخوضها مقاتلي الجبهة الشعبية في كل مكان يتواجد فيه جنود العدو ، اعتقل رفيقنا منصور للمرة الأولى ، وقد أفـرج عنه في 20 مايو 1985م ضمن عملية تبادل الأسرى .
واصل نضاله بعد خروجه من السجن مباشرة ، وفي عام 1988م إبان الانتفاضة أعتقل للمرة الثانية ، وقد تواصلت عمليات اعتقاله إلى أن أفرج عنه عام 1993م ، بعد أن أمضى في سجون الاحتلال 19 عاماً ، عرفته سجون وزنازين العدو مناضلاً شرساً ، لا يضعف أمام جلاديه كان قائداً معلماً في مدرسة تخرّج الأبطال ، أسوارها كانت تعج بالأسلاك الشائكة وكلاب الحراسة والبنادق الحاقدة ، لكنها كانت تعج الحياة وبالآمال .
لم يثنه السجن من أن يكمل مسيرته التعليمية فقد التحق فور الإفراج عنه بجامعة القدس المفتوحة بغزة إلى أن تخرج منها في عام 1996م حاملاً شهادة البكالوريوس في التربية / تخصص لغة عربية .
وفي عام 2001م اعتقلته السلطة ، إثر الهجمة التي شنتها على قيادة الجبهة الشعبية في الضفة المحتلة وقطاع غزة ، وذلك إبان قيام فرسان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين باغتيال المجرم الأكثر تطرفاً رحبعام زئيفي ، رداً على اغتيال الأمين العام للجبهة ، القائد الكبير أبو علي مصطفى .
كان شهيدنا قاصاً وأديباً وفي عام 1998م حصل على عضوية إتحاد الكتاب الفلسطيني ، وكان من أهم نتاجاته الأدبية مجموعة قصصية كتبها للأطفال الذين كانوا محور اهتمامه بعنوان " ستطلع الشمس يا ولدي " وأخريات لم تجد طريقها إلى النشر .
شارك في تأسيس العديد من المؤسسات الثقافية في قطاع غزة ، كان أهمها جمعية الكرمل الثقافية وجمعية آفاق جديدة التي أسسها عام 2000م وظل رئيساً لها حتى استشهاده ، كما عمل كمديراً للمطبوعات والنشر بالمركز القومي للدراسات والتوثيق .
اهتم كثيراً بالأطفال لذا عمل مع رفاقه على تأسيس روضة آفاق النموذجية إيماناً منه بأن الطفولة السوية هي البوابة الحقيقية لبناء جيل من الشباب قادر على مواجهة التحديات الصعبة وعلى رأسها الاحتلال الصهيوني.
وفي عام 2005م أصيب بمرض عضال سافر على أثره للعلاج في الأردن ، ثم عاد إلى غزة ليعاود نشاطه من جديد ، واجه مصيره بشجاعة ، وقد رفض الارتهان للموت رغم أنه كان يدنو منه لحظة بلحظة ، وظل يمارس عمله ويلتقي برفاقه حتى اللحظة الأخيرة .
استشهد يوم الخميس الموافق 5 يوليو 2007م ، بعد صراع طويل مع المرض تاركاً لنا إرثاً كبيراً من النضال والعمل الاجتماعي والإنساني .
رحم الله شهيدنا أبو غسان ، وعهداً أن نبقى الأوفياء .
- ولد الشهيد في 24/5/1950 في مخيم النصيرات.
- التحق في صفوف الجبهة الشعبية في العام 1967.
- اعتقل للمرة الأولى عام 1970 وتحرر في العام 1985 ضمن عملية تبادل الأسرى.
- اعتقل عدة مرات إبان الانتفاضة الأولى حيث أمضى أكثر من أربع سنوات في المعتقل.
- حصل على بكالوريوس في اللغة العربية عام 1996م من جامعة القدس المفتوحة.
- عضو قيادة التجمع الديمقراطي في قطاع غزة.
- عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية.
- عضو مؤسس لجمعية الكرمل الثقافية.
- عضو مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية آفاق جديدة.
- عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين وله العديد من الكتب والدراسات.
- عمل مديراً لدائرة النشر والمطبوعات في المركز القومي للدراسات الإستراتيجية.
- استشهد يوم الخميس الموافق 5/7/2007 م.