من يدقق في طباع الصغار وأخلاقهم يلحظ جملة منالطباع (الراقية)
والسلوكيات( الجميلة ) الجديرة بأن يتخلق بها الكبار فهيضمانة لحياة سعيدةهانئة بإذن الله , وقد رصدت لك أخي القاري بعض تلكالطباع:
1. سلامة القلب وطهارة الداخل ونقاءالروح
فلا تجد صغيرا يحمل حقدا أو يضمر شرا وقلما يجد الحسدذلك الطبع (الدنيء)
لقلوبهم سبيلا, بواطنهم كظواهرهم وما يكتمون مثل مايذكرون ,متحابونمتعاطفون , بعكس بعض الكبار للأسف الذين فسدت نيته وظهرغدره وممناستوطن الغل والحسد روحه فكم من شخصا اشتعل قلبه نارا بمجرد أنزميله قدنال ترقية أو اشترى منزلا أو رزق بولد
2. الأوبة السريعة والقدرة العجيبة على حرقالملفات:
قد يختلفون وترتفع أصواتهم وربما يتشابكون بالأيدي ولكنبعد دقائق تجدهم قدعادوا يلعبون مع بعضهم وكأن شيئا لم يحدث (مالم يتدخلالكبار!) , قداغتفروا ما فرط وتناسوا ما كان, وانظر في المقابل للكثير منالكبار وما تنتهيإليه خلافاتهم (التافهة) من قطيعة وهجر, فذنوب الآخرينلاتسعها مغفرة ولايتغمدها حلم , ناهيك عن القدرة العجيبة في استحضار سقطاتالماضي وتذكر زلاته
3. رضاهم بقضاء الله واطمئنانهملقدره:
فإذا نالهم أذى أو أصابهم مرض أو فقدوا شيئا فأقصىمافي الأمر (دموع) فيزمن قصير, وقد رأيت صغارا قد أصيبوا باللوكيماوبالفشل الكلوي ومع هذافابتسامتهم البريئة تشرق وتؤنس أبصار الناظرين ولمتفارق تلك الوجوه البريئة,
لايشتكون هما ولا يندبون حظا, راضون بما قُسملهم صابرون لما حُكم عليهم ,
وللأسف من الكبار من بضاعته النواح والأنين لاتراه إلا باكيا متبرما من أدنىمصيبة
4. الألفةوحب الاجتماع وسرعة التعارف:
من يتابع الصغار في الأماكن العامةيلحظ أنهم لايقر لهم قرار ولا يسكن لهمبال حتى يجدوا أقرانا لهم وبعدها لايجدون حرجا في الاقتراب والسؤال وإعماللغة العيون بينهم وماهي إلا لحظاتإلا وقد تعارفوا وانخرطوا في لعبة تجمعهم
, ومن مظاهر حبهم للاجتماع والألفة أنهم نادرا ما يأكلون منفردون فلا يهنأونبوجبة أو حتى بقطعة حلوىإلا بمشاركة غيرهم , فمتعتهم بالجلوس مع بعضهمتضاهي متعة الأكل وكأنهم قدأدركوا بركة الاجتماع على الطعام والكبار ربمايجتمعون في مكان ما ساعاتوقد ضرب السكون أطنابه بينهم وسحائب المللتهطل عليهم والقوم في حال منالبلادة لا يعلم بها إلا الله!
5. رقة القلب ورهافةالشعور :
ما أكثر ما تجد الدمعة تناسب على وجناتهم الطرية إذا ماشاهدوا آخر قد مسهالضر فترق له قلوبهم وتحن عليه أضلاعهم , كما أنهم ومنأدنى تخويفتتخاذل أرجلهم فرقا وقد يهتك الخوف قلوبهم الغضة من أي تحذير, واغلبهمبمجرد أن يوجهه أحد الكبار يلتزم الجادة ويرجع للطريق القويم بعكسبعضالكبار الذين قست قلوبهم وغلظت أكبادهم فلا تزجره موعظة ولا تردعهنصيحة
6. عدم الانشغال بالرزق والحرص على دنيا :
فما أتاهم اخذوا وما قُدم لهم أكلوا , يرضون بالقليل ويقنعونباليسير فقطعةحلوى أو لعبة صغيرة أقصى أمنياتهم وبحيازتها كأنما حازواالدنيا ومافيها فللهدرهم
7. انضباطهمواحترامهم للقوانين وحفظهم للعهود:
فإذا ما اشتركوا في لعبةتراهم يتفقون على أنظمتها وقوانينها ومتى ما شرعوافيها تجد الجميع قدالتزم بالتعليمات قد وطنوا على الأمر أنفسهم مهما كان وساءت معهم الأحوالفعهودهم متممة ومواثيقهم مكملة بعكس الكثير من الكباروالذي تجده فيالبدايات منصاعا يقدم الوعود والمواثيق ومن أول خطوة يرتدعلى دبره متى ماسارت الأمور عكس ما يشتهي فيحل العقد وينكث العهد ولايبالي
8. التعبير عن مشاعرهم بصدق وعفوية:
فلا ينضب ماؤهمولا يندى جبينهم وعندما يسالون يدلون بآرائهم في غير هيبةولا وجل ويرسلونأنفسهم على سجيتها بلا تحفظ ولا تحرز عكس بعض الكبارفي الاحتفاظ بمشاعرهموخشيتهم من الإفصاح بها وقد تجد بعض في موطنيتطلب الإفصاح والجراءة اشدحياء من مخدرة
9. فن الاستمتاعبالموجود:
فهم يستمتعون باللحظة ويثمنون النعمة ويصنعون انسهموفرحهم بما يملكونفتجدهم يبتكرون الألعاب ويصنعون من اللاشيء شيء يحلقونمعه في فضاءاتواسعة من السعادة والسرور بعكس الكثير من الكبار الذين لايعجبهم العجب
,علت معاييرهم وعظمت مقاييسهم فثقلت نفوسهم وثمرة هذا ارتفاعسقفإرضائهم !
10. حفظ ألسنتهم ومراعاةالغائبين:
لايتحدثون عن غائب ولا يخوضون في سيرته ولا يتتبعون عثراتهولا يتفكهونبغيبته وذكر معايبه كما يفعل بعض الكبار من التفنن في ذكرمثالب الغائيين