الأسيرة المحررة احسان دبابسة
أرقيّدوا يديّ للخلف وعصّبوا عينيّ ثم أصعدوني إلى جيب عسكري وألقوا بي على ضية الجيب قبل أن يتحرك بنا، لأجد نفسي بعد ذلك في ساحة معتقل عصيون أمام مجموعة من الجنود المجرمين الذين لا يعرفون الرحمة وينتظرون فريسة لينقضوا عليها، وكان الجو باردا جدا والمطر يتساقط وتركوني مدة من الزمن تحت المطر".
بهذه الكلمات بدأت الأسيرة المحررة إحسان دبابسة (24 عاما) لمراسل "معا" ولمدير نادي الاسير في محافظة الخليل، الذي توجه لزيارتها في بيتها بعد نشر شريط فيديو على الـ "يوتيوب" يظهر فيه جندي احتلالي وهو يتحرش بها ويضع موسيقى صاخبة ويرقص حولها وهي مكبلة اليدين ومعصوبة العينين.
إحسان دباسة من قرية نوبا غرب الخليل والتي اعتقلت بتاريخ 11/12/2007، على حاجز عصيون الساعة الثامنة صباحاً، بدأت تروي لنا قصة اعتقالها وما تعرضت له من قمع وتنكيل وإذلال من قبل جنود الاحتلال وضباط المخابرات.
وأردفت "لحظات وبدأت أسمع موسيقى صاخبة جدا وان أحدا يحاول ان يلمسني وكنت أحاول الالتصاق بالحائط ولكن دون جدوى، وجاء جندي أخر وأحضر قنينة خمر وعرض عليّ الشرب ورفضت واستمر بمحاولة التحرش بي (...)".
تنهّدت وسقطت الدموع من عينيها وهي تذكر تلك اللحظات الصعبة، وزادت "وما هي الا لحظات حتى بدأوا يهجمون عليّ كالكلاب المسعورة وبدأت رحلة الضرب بأعقاب البنادق وبأرجلهم وقام أحد الجنود بضرب رأسي بحديد الجيب العسكري حتى أغمي عليّ.. ولم أجد نفسي إلا وانا أمام طبيبة ترتدي اللباس العسكري وبعد إجراء فحص طبي شكلي نقلوني الى التحقيق وهناك بدأ مشوار العذاب والإذلال".
وأضافت "كان اسم الضابط الذي بدأ التحقيق معي (بيران) الذي بدأ يهدد بهدم منزل عائلتي واعتقال إخوتي واستمر التحقيق ساعتان متواصلتان وبعدها تم نقلي معصوبة العينين الى مركز تحقيق آخر اعتقد انه تحقيق المسكوبية، وهناك كان ثلاثة محققين وما أن دخلت عندهم حتى بدأوا بكيل الشتائم والمسبات التي لا أشاء أن أذكرها، وكان أحد المحققين يشدّني من شعري وكنت طيلة الوقت مقيدة اليدين واستمر التحقيق معي حتى الساعة الحادية عشر ليلاً وبعده نقلوني الى سجن هشارون حيث وجهت لي تهمة محاولة طعن والانتماء للجهاد الإسلامي، وترافع عني محامون من نادي الأسير الفلسطيني وحكمت بالسجن لمدة 22 شهر وأطلق سراحي بتاريخ 6/9/2009".
وتستكمل إحسان قصتها "بعد مرور أكثر من عام على إطلاق سراحي أتمنى لو استطيع النسيان وبينما كنت أتابع نشرات الإخبار وإذا بها تتحدث عني ولم أصدق ما تشاهده عيناي، حتى كاد يغمى عليّ وبدأت بالبكاء وطيلة الليل لم يغمض لي جفن لحظة واحدة، وعاد شريط رحلة العذاب أمام عيني وأنا بين مجموعة من الجنود المجرمين الساديين الفاسدين الذين فقدوا الإحساس والإنسانية".
وختمت قصتها بالقول "لن يهدأ لي بال حتى يتم معاقبة جنود الاحتلال قضائيا حتى يكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه إهانة أو إذلال أي أسير أو أسيرة فلسطينية".
ويقول أمجد النجار مدير نادي الأسير الفلسطيني في محافظة الخليل: "لحسن حظ الأسرى العراقيين فإن صورا فوتوغرافية التقطت ممارسات التعذيب الوحشي التي تعرضوا لها لتبث ويشاهدها العالم ولكن في حالتنا الفلسطينية لم تستطع الكاميرا إلا التقاط شيء بسيط لما يحدث من انتهاكات خطيرة وجرائم حرب تمارسها سلطات الاحتلال بحق الأسرى في أقبية التحقيق والمعسكرات والسجون".
وأضاف النجار "ان تغيّيب حماية القانون الدولي لحقوق الأسرى يساهم في تمادي الانتهاكات بحق الأسرى والأسيرات والاستفراد بهم وتدميرهم نفسيا وجسديا وسلبهم لكرامتهم الإنسانية مثلما يحدث الآن".
أرقيّدوا يديّ للخلف وعصّبوا عينيّ ثم أصعدوني إلى جيب عسكري وألقوا بي على ضية الجيب قبل أن يتحرك بنا، لأجد نفسي بعد ذلك في ساحة معتقل عصيون أمام مجموعة من الجنود المجرمين الذين لا يعرفون الرحمة وينتظرون فريسة لينقضوا عليها، وكان الجو باردا جدا والمطر يتساقط وتركوني مدة من الزمن تحت المطر".
بهذه الكلمات بدأت الأسيرة المحررة إحسان دبابسة (24 عاما) لمراسل "معا" ولمدير نادي الاسير في محافظة الخليل، الذي توجه لزيارتها في بيتها بعد نشر شريط فيديو على الـ "يوتيوب" يظهر فيه جندي احتلالي وهو يتحرش بها ويضع موسيقى صاخبة ويرقص حولها وهي مكبلة اليدين ومعصوبة العينين.
إحسان دباسة من قرية نوبا غرب الخليل والتي اعتقلت بتاريخ 11/12/2007، على حاجز عصيون الساعة الثامنة صباحاً، بدأت تروي لنا قصة اعتقالها وما تعرضت له من قمع وتنكيل وإذلال من قبل جنود الاحتلال وضباط المخابرات.
وأردفت "لحظات وبدأت أسمع موسيقى صاخبة جدا وان أحدا يحاول ان يلمسني وكنت أحاول الالتصاق بالحائط ولكن دون جدوى، وجاء جندي أخر وأحضر قنينة خمر وعرض عليّ الشرب ورفضت واستمر بمحاولة التحرش بي (...)".
تنهّدت وسقطت الدموع من عينيها وهي تذكر تلك اللحظات الصعبة، وزادت "وما هي الا لحظات حتى بدأوا يهجمون عليّ كالكلاب المسعورة وبدأت رحلة الضرب بأعقاب البنادق وبأرجلهم وقام أحد الجنود بضرب رأسي بحديد الجيب العسكري حتى أغمي عليّ.. ولم أجد نفسي إلا وانا أمام طبيبة ترتدي اللباس العسكري وبعد إجراء فحص طبي شكلي نقلوني الى التحقيق وهناك بدأ مشوار العذاب والإذلال".
وأضافت "كان اسم الضابط الذي بدأ التحقيق معي (بيران) الذي بدأ يهدد بهدم منزل عائلتي واعتقال إخوتي واستمر التحقيق ساعتان متواصلتان وبعدها تم نقلي معصوبة العينين الى مركز تحقيق آخر اعتقد انه تحقيق المسكوبية، وهناك كان ثلاثة محققين وما أن دخلت عندهم حتى بدأوا بكيل الشتائم والمسبات التي لا أشاء أن أذكرها، وكان أحد المحققين يشدّني من شعري وكنت طيلة الوقت مقيدة اليدين واستمر التحقيق معي حتى الساعة الحادية عشر ليلاً وبعده نقلوني الى سجن هشارون حيث وجهت لي تهمة محاولة طعن والانتماء للجهاد الإسلامي، وترافع عني محامون من نادي الأسير الفلسطيني وحكمت بالسجن لمدة 22 شهر وأطلق سراحي بتاريخ 6/9/2009".
وتستكمل إحسان قصتها "بعد مرور أكثر من عام على إطلاق سراحي أتمنى لو استطيع النسيان وبينما كنت أتابع نشرات الإخبار وإذا بها تتحدث عني ولم أصدق ما تشاهده عيناي، حتى كاد يغمى عليّ وبدأت بالبكاء وطيلة الليل لم يغمض لي جفن لحظة واحدة، وعاد شريط رحلة العذاب أمام عيني وأنا بين مجموعة من الجنود المجرمين الساديين الفاسدين الذين فقدوا الإحساس والإنسانية".
وختمت قصتها بالقول "لن يهدأ لي بال حتى يتم معاقبة جنود الاحتلال قضائيا حتى يكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه إهانة أو إذلال أي أسير أو أسيرة فلسطينية".
ويقول أمجد النجار مدير نادي الأسير الفلسطيني في محافظة الخليل: "لحسن حظ الأسرى العراقيين فإن صورا فوتوغرافية التقطت ممارسات التعذيب الوحشي التي تعرضوا لها لتبث ويشاهدها العالم ولكن في حالتنا الفلسطينية لم تستطع الكاميرا إلا التقاط شيء بسيط لما يحدث من انتهاكات خطيرة وجرائم حرب تمارسها سلطات الاحتلال بحق الأسرى في أقبية التحقيق والمعسكرات والسجون".
وأضاف النجار "ان تغيّيب حماية القانون الدولي لحقوق الأسرى يساهم في تمادي الانتهاكات بحق الأسرى والأسيرات والاستفراد بهم وتدميرهم نفسيا وجسديا وسلبهم لكرامتهم الإنسانية مثلما يحدث الآن".