الخليل- معا- لم يكن يخطر بخلد نضال العويوي وزوجته "أم السعيد" بأن يكونا محظوظين لتلك الدرجة مع الرقم عشرة، فوضعت "أم السعيد" طفلها العاشر في الساعة العاشرة وعشر دقائق في اليوم العاشر من الشهر العاشر من العام ألفين وعشرة.
حظ "أبو السعيد" العاثر قاده ليكون جاراً لأكثر المستوطنين الاسرائيليين تطرفاً، فمنزله يقع في البلدة القديمة من مدينة الخليل، وتلاصقه البؤرة الاستيطانية "أبراهام أفينو"، تعرض المنزل لعشرات الاعتداءات وحُرق أكثر من مرة، قطع المستوطنون عنه الكهرباء والماء ومنعوه من الصعود لسطح منزله، ووصل الأمر بقوات الاحتلال لمنعه من استخدام بعض غرف منزله، وغرف أخرى يستخدمها لكن ممنوع عليه أن يغلق أبوابه صيفاً وشتاء.
يقول ابو السعيد: "هو هبة من عند الله، كثير من الناس تدفع نقوداً للحصول على أرقام مميزة، والله وهبنا سيف الدين بأرقامه المميزة".
وقال: "لم أنتبه الى أنه ولد في الساعة العاشرة وعشر دقائق في اليوم العاشر من الشهر العاشر للعام ألفين وعشرة، الا بعد ساعات من ولادته ولو انتبهت قبلها لسميته العاشر..".
"كنت أتمنى أن أمنح أبو السعيد إجازة لعشرة أيام، لكن الظروف لا تسمح بذلك فتم منحه يوم إجازة بهذه المناسبة". هذا ما قاله مدير شرطة محافظة الخليل، العقيد رمضان عوض، حيث يعمل أبو السعيد في جهاز الشرطة.
ويشعر العقيد عوض بوجود رابط كبير بين الطفل سيف الدين واحتفال مدينة القمر -أريحا- بمرور عشرة ألاف عام على تأسيسها، "من جديد نثبت بأن روابطنا كشعب فلسطيني أقوى من أية روابط أخرى، فمدينة الخليل شقيقة أريحا ومولده بالأرقام العشرة يدل على عمق جذورنا بهذه الأرض التي بارك الله من حولها".
وتمنى العقيد عوض بأن يكبر الطفل سيف الدين في كنف والديه، ويعم الأمن والسلامة على جميع أطفال فلسطين